إذا لم تقرأ الجزء (1/3) ، يمكنك الرجوع إلى الرابط التالي:
من بين الاحلام التي راودت بيب هو أن يصبح رجلا نبيلا. قام بزيارة إلى الآنسة هافيشام ليشكرها على الخدمات التي قدمتها له وفي منزلها التقى بهيربرت (Herbert) الذي سيصبح صديقه المقرب الرجل اللطيف الذي سيسط له يد المساعدة عندما تعرض بيب للمحن والشدائد. ولقد صنع بيب معروفا لهربوت الذي كانت تراوده هواجس بشأن مستقبله المهني.
يجب أن يعرف القارئ أن الآنسة أفيشام هي امرأة مسنة تعرض زواجها للفشل : كان زوجها المحتمل مهتما فقط بثروتها وانفصل في يوم الزفاف. وهذا ما يفسر جزئيا مرارتها ونزواتها . لقد تبنت إستيلا وربتها وفقا لمبادئ مثيرة للانتقاد أخلاقيا حيث تقوم بتحريضها على إغواء الرجال واللعب بمشاعرهم.
لفترة طويلة وفي جميع المجتمعات ، الكتاب ، الشعراء ، و الكتاب المسرحيون ، إلخ. تعاملوا على نطاق واسع مع الإغواء وسعوا إلى توضيحه بشخصيات خيالية . يرسم ديكنز صورة جسدية وأخلاقية لإستيلا. يبهر جمالها بيب ولكن لا مفر له من الخضوع لأهوائها.
يبدو أن حلم بيب في أن يصبح رجلا نبيلا قد تحقق. في الواقع ، التقى به السيد جاغرز (Jaggers) ، المحامي ، وأخبره وشدد عل ان متبرعا، يطلب عدم الكشف عن هويته، سيوفر له المال لتحقيق هدفه.
يغادر بيب ، وهو يشعر بالأسى والحنين ، منزل أخته وصهره جو للذهاب إلى لندن. وهناك يعيش في مكان ما مع صديقه هربرت ومستأجر آخر لا يتفق معه على الإطلاق بل هو شديد المقت له.
بدأ بيب يعتاد على العيش في لندن وبعد بضعة أشهر ، عاد إلى منزل جو بعد أن علم بوفاة أخته ، وحضر الجنازة ثم عاد إلى لندن من جديد.
يشتكي بيب دون مبالغة من « حياته البائسة ». لقد اضطر الى الاستدانة بفعل إنفاق كثير على أساس ثروته المستقبلية. هل هذا سلوك عقلاني؟ فهو يعاني من ضغط الدائنين. بيب عاشق تدلَّه فؤاده. ويصف الكاتب المشهد المفجع ببراعة، الذي يعاتب ويلوم أولا السيدة هافشام ويناشد فيه ثانيا استيلا أن تحبه أو على الأقل ان تتخلى عن زواجها من الرجل الذي يمقته أكثر من غيره. ورفضت استيلا وقالت بهدوء وعدم الاكتراث بآلام بيب بان قد تم الزواج. وغادر بيب المكان مفطور القلب.
حدث شيء مصدر اضطراب لن يستطيع بيب ان يضرب